الاثنين، يناير 04، 2010

محــاوله للخــروج مــن محــارة الصمــت



من رسائل العاشق البعيد 

 الرساله الأولى :

إليك ..


كل الشوق .. والتحايا


والصمت الرهيب ..


وأنا ...!!!


وبعد ..


لا أدري ما هو دافعي الآن .. وتلك الرغبه المسيطره علي ، في أن أعود إليك .. أعود إليك من جديد .. في أن يتوقف موج تفكيري نحوك .. وفجاه ..!كل هذا قد يبدو طبيعياً رغم غرابته .. ولكن أن نختار الصمت .. وهكذا بلا مبررات بكل معاناته والمه فذلك ما يبدو مدهشاً وغريب .. هل نصمت ؟


أذكر الأن جيداً ذلك النقاش الذي بدأناه ولم نكمله ، عن تفاصيل دقيق لما اسميناه معاً "فرحنا الطفولي" اذكر جيداً كيف انك كنتي كبوابه مشرعه تسلل من خلالها إلي بهدوء خيوط رفيعه تنسج عباءة دهشتي .. عيناك رحيق ذاكرتي ، وحديثك عذب كموسيقى ..
أذكر حواراتك كلها .. تذكرين حينما قلت لي بإصرار : ( الحزن والفرح ، كالشمس والقمر ـ كلاهما رائع ، مميز ومدهش ، وكلاهما رمز لعشق خاص ، لا نملك أن نغيب أحدهما ! الشمس ضوء النهار ودفء الحياه ، والقمر شرود وصمت ووحده وهدوء ـ هكذا افهم الشمس والقمر ، كلاهما يكسب الأشياء لوناً وبريقاً خاص ، دعنا نسميها خصوصية الأشياء ) .


عنا .. أذكر جيداً كيف نظرت إلي طويلاً وقلت :( أن اكبر حقيقه في ذلك .. هو اننا من الضروري والملزم لنا ان نعيش طعم الأشياء وخصوصيتها ، أن نعيش الفرح والحزن لا لشيء إلا لانهما وجدا لنا .. لاجلنا .. لنحيا كلاهما .. بصبر وبقوه ) ..


سيدتي ...


عفوك إذ يبدو علي عدم الترتيب .. عكس ما عهدتني ! فكل التفاصيل الآن لا تحمل سوى طعم واحد .. تشتت وضياع.. اعلم ما ستقولين .. ستطلبين مني ان اصمد .. ساصمد رغم ضياعي مني ، صدقيني ساصمد .. فقط لشيء واحد .. دافعي ورغبتي في الوصول إلى النهايه مهما اتخذت من ملامح وأشكال ..فقط النهايه ستكون خاصتي انا مقتنع بانها خصوصية مميزه كالشمس والقمر عندك .. لا تقبل المشاركه او الاقتسام .


أعدك
ساكتب لك مره أخرى قريباً عن كل شيء بدقه وتفصيل ، عن : الحلم ـ الحب ـ السفر ـ المدينه ـ الأصدقاء ـ الحبر والكتابات ـ الصغار والمطر ....و....و...و... عن كل الأشياء الصغيرهو الكبيره ، كل ما علمتني إدراكه في معنى واحد "الحياه" .


ختاماً
اعلمي .. ان اجمل ما بقي بداخلي .. انت .. بكل روعتك .. بكل نسيج دهشتك المميز .. روعتك وتفاصيل اشياءك الخاصه ..
وعدي .. تمردي مني إليك وللاخرين


لا شيء الآن يساوي طعم الدهشه فيّ .. إلا امتداد قامتك بطول الصمت والإنتظار


لك العشق والفرح المقيم ..
وأنا
والسلام ..!!!!!

* نشرت بجريدة الاتحادي الدوليه  صفحة "ثقافه وإبداع"ـ بتاريخ 4 فبراير 1998 العدد 532 
                                             picture:"The Kiss, c.1907 Print by Gustav Klimt at Art.com" 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق