الأربعاء، مارس 31، 2010

رساله اختلف موعد وصولها ..إلى محمد السر تابر في خلوده الابدي



مطار أمستردام 04:45 مساءاً


07:45 صباحا توقيت كاليفورنيا


ما اطول واغرب الزمن حينما تحتاجه قصيرا .. تبدو كل المسافات مخيفه وطويله طول الوقت الذي استغرقته الرحله من سان فرانسيسكو إلى امستردام ، 11 ساعه من الطيران المتواصل .. ما اغرب الخرط والمدن والوقت والمسافه .. كلها تبدو في راسي الآن كسحابة ضبابيه كبيره .. الوقت لمن لا يعرف طعما للنوم مثلي في هذا النوع من الرحلات كسكين تذبح حبل اعصابك بلا رحمه كل دقيقه تمر .

لم انم منذ 22 ساعه مضت !!

كيف انام ؟
وعقلي وتفكيري كله هناك .. معلقا انا بين الوصول و آلم اللقيا ، بين اليأس والأمل ـ أحاول كلا الطرفين فيبدو كل واحد ابعد على التلاقي من الطرف الاخر بهوة تتسع الحزن والوجع ..
_ الله يا محمد ، يا اخي وحبيبي .. احاول التعامل مع ما حدث فاجدني بعيد عن الاستيعاب وشاق علي الصبر والتحمل !!

كيف اجهز نفسي بعد هذه الساعات الطويله من السفر والتعب والخوف .. لرؤيتك .. مسجى بلا حراك .. جثه هامده لا يملك من حولك الا ان يقرأ فوق راسك آيات من القران ..
ـ سمعت بانهم حولك غارقون في تلاوة الشهادة فوق راسك .. يظنون انك مفارق ..

نعم يا ابو حميد يعتقدون جميعا انك "سلمت" وانك مفارق تلك الدنيا الغريبه ! نسوا قتالك المستميت مع مرضك ! نسوا صبرك على 11 عمليه ذهبت اليها جميعا سائرا على رجليك .. بقوه وشجاعه كنت هناك بعيدا عنك ، ابحث عن سرها فيك .. نسوا صبرك الطويل 12 عاما من الصبر على صداع لا يحتمل ، لم تختاره ، ومن يختار مرضه ! ولكنها يد القاهر الظالم ، الطاغي التي امتدت لك بالعذاب ودونما ذنب جنيته لتعش وحتى هذه اللحظه تدفع الغالي من لحظات عمرك لها ؟

أنا لا اؤمن ولا اعتقد بما يؤمنون به !

_ أنا مؤمن بك وبقوتك وصبرك الذي تحسد عليه ، انا قادم اليك يا اخي وحبيي لأراك ، ساتعلم من شجاعتك وقوتك التي اعرفهما ان اتحمل رؤياك على هذا الحال ، نعم ساستجمع كل مافي من قوه كي لا انكسر امام حزني عليك ورؤيتك بعد كل هذه السنين وعلى هذا الوضع ! واثق من انك لن تخذلني من انك ستمشي الخطوات الشاقه بقوه وصبر اعلم انهما فيك .. لتفتح عينيك ـ لتقف ـ لاعانقك بشوقي لك كل هذه السنوات .. ساعتها سابكي حرقتي وساحكي لك عن اشياء كثيره ، اختزنتها لسنوات لاقولها لك وجها لوجه .. لاداعي لافسادها بالحكي عنها
إلى لقاء يا قبور ..
إلى لقاء "يا منو؟"
إلى لقاء يا ابو حميد
يا أخي وحبيبي وصديقي
أخوك
ايمن
"غاب محمد السر عن هذه الدنيا في صمت بعد اربعة ايام من وصولي اليه ، بدانا الحكي ولم نكمله وما زال وعد بلقاء"

هناك تعليق واحد:

  1. لم يقراها ولم يفق من غيبوبته لاقراها له .. ولكني على ثقة من علمه بما تحويه .. رحل محمد السر وترك حزنا لا يموت .. شاهقا فينا كقامته .. ووجع يبدا كل صباح من جديد ..
    وداعا يا اخي .. شوقي لك الآن اضعاف ما كان .. نم في رقدتك الابديه .. استرح فما اكثر ما اثقلتك به الدنيا من تعب .. نم في هدوء مثلك .. كل ما عداه هرجله وخروج عن المعتاد .. تماما كموتك اللامتوقع ..
    انت بداخلي ما حييت وهذه الراساله إلى يوم سالتقيك فيه من جديد ...وسنحكي وسنحكي وسنحكي ..
    رحمك الله .. وصبرني على نار فراقك يا غالي ..
    أهدي إليك هذا المكان بما فيه .. كنت انوي اخبارك عنه حين اكتماله .ز اعلم كم تكون فخورا دوما باشيائي .. لم تطالعه ولكنه الآن كله اليك .. واعد بانني ساكتب اليك ..

    ردحذف